في زحام الحياة وصخب مشاغلها، هناك واحة من السكون، تلك التي تُدعى الأنس مع الله. هي لحظات تتسلل فيها نورانية الإيمان إلى أعماق الروح، فتُهدهد الأحلام وتُغسل الهموم.
أستشعر فيها وكأنني أُحاور النجوم، أشتكي همومي لأخفيها بين طيات الليل، وأقف في خشوع أرتل آيات الهي، فيعود صدى الكلمات ليتردد في أعماقي، مانحًا إياي راحة لا يمكن أن تُشترى. في تلك الأوقات، يتلاشى الفراق بيني وبين معبودي، كأنني أحتسي عذوبة كلمات لقائه في كل نفس.
الله، ذلك الذي يحيطني برحمته، يُعيد بناء جروحي بأسمائه الحسنى. أشعر بروحه تُلامس قلبي، تهمس لي بأنني لست وحدي في هذه الرحلة، وأنه هناك من يستمع ويُجيب، يُثري روحي بالأمل الذي لا ينضب.
وفي تلك الأنس، إلهي يجذبني نحو عوالم لا تُرى، حيث يتدفق النور في كل زاوية، ويُرفرف الفرح بين أركان القلب. هنا، أُدرك معنى الصفاء، وتنساب الأفكار كأنهار من الحكمة، تُضيء دربي نحو النور.
أحنُّ إلى تلك اللحظات، حيث تنسى الأحزان، وينمحي الألم، وتمتلئ الأنفاس برائحة الرحمة. في الأنس مع الله، أجد نفسي، وأدرك أنني لست مجرد كائن بشري، بل روح متصلة بعالم الخالق.
فلنحرص على أن نخصص وقتًا في كل يوم لتلك الخلوات، لنغدو مع الله ولنبني جسرًا من الأنس يربط قلوبنا بآفاق السماء. إن الأنس مع الله هو رحلة مطلوبة، رمز السلام والسعادة، حيث نعود، دائمًا، إلى مصدر النور